Uncategorized

قضية العلاقة بين الشكل والمضمون 

قضية العلاقة بين الشكل والمضمون 

قضية العلاقة بين الشكل والمضمون 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله رب العالمين، والعافية للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمد عبده ورسوله سيد ولد آدم أجمعين صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الطاهرين، وسلم تسليما كثيرا، أما بعد اعلموا إن عذاب القبر حق يجب الإيمان به، والأدلة على ذلك كثيرة من القرآن والسنة، فمنها قول الله تعالى عن آل فرعون ” النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب ” وتعرض أرواحهم على النار صباحا ومساء إلى أن تقوم الساعة، وعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عذاب القبر؟ فقال ” نعم، عذاب القبر حق، قالت فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك صلى صلاة إلا تعوّذ بالله من عذاب القبر” 

 

وعنها رضي الله عنها أيضا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إن للقبر ضغطة، ولو كان أحد ناجيا منها، لنجا منها سعد بن معاذ” وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على قبرين فقال ” إنهما ليعذبان، أحدهما يعذب بالنميمة، والثاني يعذب لعدم تنزهه من البول” ويقول الله تعالي ” ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ” وتطرح هذه الآية الكريمة مسألة خطيرة في حياة الإنسانية بعامة وحياة المسلمين بخاصة وهي قضية العلاقة بين الشكل والمضمون أو الجوهر والمظهر، ونعني بالجوهر إبتداء هو مجموع الخصائص الخلقية والنفسية والصور الذهنية والخبرات والموازنات العميقة للفرد، أما المظهر فإنه مجموع ما يحمله الفرد من الصفات الجسمية، وما يمتلكه من الأشياء وما يتحمله من وظائف. 

 

مما لا يعد على صلة مباشرة بكينونته الذاتيةن وفي البداية ليس الجوهر والمظهر شيئين منفصلين انفصالا تاما بل بينهما علاقة تأثر وتأثير وأخذ وعطاء، وقد ورد ما يدل على هذا فقد كان النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم كان يمسح مناكب أصحابه في الصلاة، ويقول “استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم ” والمرء حين ينشرح صدره يظهر ذلك على مُحيّاه ومن ثم قيل من كثرت صلاته بالليل ضاء وجهه في النهار” وإذا كان بين الظاهر والباطن مثل هذا التجاذب والتلازم فإن من البدهي ألا يزهّد الإسلام الناس في الشكل، فالصلاة موقف روحي بحت ومع ذلك حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إنتظام الصفوف فيها والأمر قريب من ذلك في صفوف القتال.

 

وكما حث الإسلام على النظافة كما امتن الله سبحانه وتعالى علينا بما نشعر به من التأنق عند غدوّ الأنعام ورواحها، كما قال سبحانه ” ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون ” وتلك مسألة شكلية والأمثلة على هذا أكثر من أن تحصى، وتكمن هذه المشكلة في إختلال التوازن بين الجوهر والمظهر، أو بين المضمون والشكل فالبشر متفقون على أن اللباب هو الأصل وأنه ينبغي أن يعطي من الإهتمام والعناية والبلورة القسط الأكبر لأن كل الإنجازات الحقيقية التي تتم على السطح نابعة أساسا من إنجازات تمت على مستوى الكينونة والجوهر، وهذا يتناسب مع حقيقة تسخير الكون الذي حبا الله تعالى به الإنسان، كما يظل حرا طليقاً يحكم ويأمر دون أن يكبّل بشيء من صنع يديه، وللمجتمع وما يقره من أعراف سلطان كبير على الناس.

قضية العلاقة بين الشكل والمضمون

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى